الجديد في (Windows 7) وهل استطاع التفوّق على فيستا وإكس بي
معمر الخليل
بعد أكثر من عامين على إطلاق نسخة (ويندوز فيستا) الكثيرة المشاكل، أتاحت شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات، النسخة الأحدث من نظام التشغيل (ويندوز 7) والذي بدأ العديد من الناس حول العالم باستخدامه، فيما لا يزال استخدامه في العالم العربي حتى اليوم محدوداً ونادراً.
ويبدو أن الكثير من المستخدمين العرب، ينتظرون نتائج التجربة على أنظمة التشغيل العالمية، كما قد ينتظرون النسخ العربية من البرنامج، وخلال جولة على بعض المكتبات في السعودية، تبيّن أن النسخ الموجودة في الأسواق حتى الآن هي نسخ إنكليزية، تتضمن نسخة الهوم بيزيك والبروفيشنال وكلها باللغة الإنجليزية.. فيما أكد لي أحد المسؤولين في مكتبة (جرير) أن النسخ العربية تحتاج إلى عدّة أيام كي تتاح للمستخدمين المحليين، وتوقع وصولها منتصف شهر ذي القعدة الحالي.
ومن خلال هذه الجولة السريعة، سأحاول تقديم الفروق الأساسية بين الأنظمة القديمة، ونظام ويندوز7 الجديد.
وهذه المقارنة التي تعد الأولى حتى الآن في العالم العربي.
ما الجديد في النظام الجديد؟!
التغييرات الجديدة، استنتجتها مايكروسوفت من خلال تحليل بيانات ملايين المستخدمين الشخصيين، (نحو 15 مليون مستخدم)، والذين أتاحت لهم الشركة استخدام النظام التجريبي (ويندوز 7 بيتا) خلال الأشهر القليلة الماضية، قبل أن تقوم بتثبيت أو إلغاء العديد من الخيارات الشخصية والبرمجيات في النظام.
بداية، هناك تشابه كبير من حيث البيئة الرسومية والتصميمية بين ويندوز7 وفيستا، باستثناء بعض الرسومات الجديدة التي يتيحها النظام الجديد، والذي يبدو أنه تجاوز مشاكل النظام السابق، حيث أزالت الشركة الكثير من البرمجيات المعيقة للعمل على سطح المكتب، كشريط الساعة والخلفية الموجود على جانب الشاشة، مع إمكانيات رسومية مميزة في النظام الجديد، تعطي الكثير من الطابع الشخصي خلال الاستخدام.
ولكن لا يزال بإمكان المستخدمين إظهار الساعة وبعض الأدوات الأخرى، ويمكن وضعها في أي مكان، فضلاً عن وجود حزمة من الأدوات في شريط المهام.
كما لا تزال بعض التطبيقات السابقة موجودة، ومن بينها تطبيقات فيستا فليب (3D)، وهي معاينة النوافذ الموجودة على الشاشة عبر النوافذ المصغّرة المتحركة.. إلا أن النظام الجديد يتيح تطبيقات جديدة، منها على سبيل المثال خاصية (Aero Snaps) والتي تتيح فتح أكثر من تطبيق (مثلاً ملفي وورد)، بجانب بعضها البعض، من أجل سهولة المقارنة، وسهولة القص أو النسخ واللصق. وما على المستخدم سوى التقاط إحدى النوافذ وسحبها إلى أحد جانبي الشاشة؛ فيتم عرضها لتغطي نصف الشاشة.
كذلك هناك خاصية الـ (Aero Peek) التي تجعل النوافذ المفتوحة (وبشكل مؤقت) شفافة، لمشاهدة سطح المكتب من خلال النوافذ المفتوحة، وذلك من خلال وضع الماوس على الزاوية السفلية اليسرى، مما يجعل الوصول إلى كافة الأدوات على سطح المكتب سهلاً وميسراً.
وهناك أيضاً خاصية (Aero Shake) التي تميّز نافذة مفتوحة، وتربط إغلاق النوافذ الأخرى بعملها. وغيرها من الميزات والتطبيقات الأخرى المفيدة والممتعة خلال العمل.
متغيرات أساسية ولكنها ممتعة:
من الإيجابيات التي يمكن ملاحظتها في النظام الجديد: أنه لا يحتاج إلى نفس الذاكرة الضخمة التي يحتاجها سلفه فيستا، فالنظام السابق كان بحاجة إلى ذاكرة لا تقل عن 2 غيغا بايت، ولكن يندوز7 يمكن تشغيله بشكل سهل وجيد بذاكرة 1 غيغابايت، إلا أن الشركة تنصح باستخدام ذاكرة أكبر (2، 4) غيغا بايت، من أجل عمل أكثر قوّة وسلاسة.
كذلك فإن النظام الجديد أسرع من ويندوز فيستا وويندوز إكس بي في عمليات بدء التشغيل وإنهاء التطبيقات، حيث بات ينافس في بعض الأحيان سرعة أجهزة الماكنتوش في التشغيل والإغلاق.
ويبدو أن الأمر لا يقتصر فقط على التطبيقات؛ بل على استخدام موارد الطاقة في الجهاز، حيث تمّت مقارنة تشغيل النظام الجديد مع القديم، فتبيّن أن بطاريات الأجهزة المحمولة تستمر لفترة أطول خلال استخدام ويندوز7، مقارنة بعمرها خلال استخدام فيستا أو إكس بي.
يتضمن النظام الجديد أيضاً قائمة "الانتقال السريع"، والتي تمكّن المستخدم من الوصول إلى التطبيقات أو الملفات التي يستخدمها بشكل متكرر.. ويمكن إضافة أي ملف إلى هذه القائمة، عبر سحبها ووضعها في هذه القائمة.
أما المشاركة مع الأجهزة المنزلية الأخرى، فإنها متاحة بشكل سهل جداً هذه المرّة في ويندوز7، حيث توجد مستندات خاصة، ومستندات مشاركة مع الأجهزة المنزلية الأخرى، ويمكن تحديد أي ملف وفي أي وقت، لاختياره كملف مشاركة مع الأجهزة الأخرى أو كملف شخصي للاستخدام عبر الجهاز فقط.
أما الأجهزة المزوّدة بأنظمة استشعار عن بعد، فإن ويندوز7 يدعمها بشكل لا مثيل له، حيث يمّكن الجهاز من تتبع وجود طابعة مثلاً في الجوار، أو حتى تحديد حجم الإنارة في الغرفة، ليعطي سطوعاً معيناً للشاشة يتناسب مع الإنارة المحيطة.
سلبيات النظام الجديد:
لا تخلو الأعمال البشرية من أخطاء وثغرات دائمة، ويتمثل خطأ ويندوز7 الجديد، بأنه يعتبر نظاماً غير آمن، ويتطلب تأمينه شراء منتجات عبر الإنترنت من موقع الشركة. ولكن على الرغم من ذلك تؤكد مايكروسوفت، ويؤكد المستخدمون الأوائل للنسخة، أنه أكثر أماناً من ويندوز فيستا؛ بل أكثر أماناً من ويندوز إكس بي..
وهذا الأمان يتعلق بالنظام نفسه، ولكن إن أراد أي شخص حماية نفسه من الفيروسات والتروجانات، فإنه بحاجة لتحميل منتجات إضافية من الشركة، خاصة منتج (Windows Defender) مقابل مبالغ مالية معينة.
من السلبيات الكبيرة التي وقعت فيها الشركة، أن النسخة الحديثة من الويندوز، لا يمكن الوصول إليها من خلال ويندوز إكس بي. بمعنى أن الأجهزة التي تمّ تحميل نسخ ويندوز إكس بي عليها، لا يمكن ترقيتها إلى ويندوز7 مباشرة.. وهنا يتوجب على المستخدمين إما ترقية أجهزتهم إلى ويندوز فيستا أولاً، ثم ترقيتها إلى ويندوز7، أو إلغاء تثبيت النظام إكس بي (فرمتة الجهاز)، ثم تحميل نسخة الويندوز7 مباشرة، مع ملاحظة أن هذا الأمر يرتبط فقط بالأجهزة التي تقوم بتحميل نسخ أصلية من برامج الويندوز.
مع العلم أن الارتقاء من إكس بي إلى فيستا، ثم إلى ويندوز7، لا يخلو من حدوث أخطاء وثغرات، من بينها مثلاً: إمكانية حدوث ثغرات أمنية من خلال تعطيل عمل أجهزة الحماية، وإمكانية إتلاف بعض البيانات الشخصية، ككلمات المرور أو إعدادات المستخدم أو غيرها.
وهناك المزيد من المشاكل التي من المتوقع أن تظهر بعد أسابيع وأشهر من عمل هذا النظام الجديد، الذي يبقى حتى الآن، أفضل ويندوز تم إطلاقه. على الأقل هكذا يقول غالبية المستخدمين الأوائل لهذه النسخة الحديثة.
موضوع: الجديد في (Windows 7) وهل استطاع التفوّق على فيستا وإكس بي 
الأحد 5 ديسمبر - 23:19
